أكد رئيس المنتدى الفلسطيني في الدنمارك حسين الخضر، أنّ الحكومات الأوروبية تتعامل بازدواجية المعايير مع قضية اللاجئين الفلسطينيين الممتدة منذ 74 عامًا، واللاجئين الأوكرانيين.
وقال الخضر وهو عضو مجلس إدارة مؤتمر فلسطينيي أوروبا في حديث خاص مع صحيفة "فلسطين" أمس: "رغم الازدواجية التي تتعامل بها الحكومات الأوروبية، إلا أنّ شعوبها تُناصر القضية الفلسطينية وتدعم حق عودة اللاجئين لأراضيهم المحتلة".
وأوضح أنّ أعداد حلفاء القضية الفلسطينية في القارة الأوروبية تزداد يومًا بعد آخر، ما يُدلّل على أنّ الشعوب الأوروبية بدأت تعي القضية وأنّ هناك شعبًا مظلومًا طُرد من أرضه، مؤكدًا أنّ جهود الجاليات الفلسطينية لم تتوقف في فضح زيف الرواية الإسرائيلية.
ووجّه رسالة للحكومة الدنماركية والاتحاد الأوروبي "لماذا لا تتعاملون مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني من التشريد منذ 74 عامًا، كما الشعب الأوكراني؟"، معتبرًا ذلك ضمن سياسة "الكيل بمكيالين".
وطالب الخضر، الحكومة الدنماركية بمؤسساتها السياسية والمدنية والحقوقية، بضرورة دعم الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يتعرض للقتل والتنكيل، خاصة أنّ الدمار ما زال شاهدًا على جرائم الاحتلال في قطاع غزة.
ونبّه إلى أنّ سطوة الإعلام الصهيوني ما زالت تلعب في الساحة الأوروبية بشكل قوي على الصعيد السياسي والإعلامي وغيرها من المجالات الأخرى، مُضيفًا "نحن نتعامل مع مؤسسات المجتمع المدني في القارة الأوروبية وبعض السياسيين في البرلمانات الأوروبية".
وتابع: "نحن ندرك أنّ الكيان المزعوم الجاثم على أرض فلسطين هو صنيع الحكومة البريطانية التي أعطت الوعد لمن لا يستحق وعملت على إنشاء الكيان".
وأكد رئيس المنتدى، أنّ استمرار جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية يتطلب مزيدًا من العمل المتواصل من أجل استعادة الحقوق "فنحن لن نكلّ أو نملّ من المُضي بهذه المسيرة".
أوروبا تنتفض
من جهة أخرى، قال الخضر إنه رغم مرور 74 عامًا على نكبة فلسطين إلا أنها لا تزال تتجدد يومًا بعد آخر بسبب وعد بلفور المشؤوم الذي أعطى الأرض المباركة لمن لا يستحق، ولأنها كانت سببًا لكل المجازر التي حلّت بالشعب الفلسطيني.
وبيّن أنّ القارة الأوروبية تنتفض عن بكرة أبيها منذ الرابع عشر من الشهر الجاري، إحياءً للذكرى الـ 74 للنكبة الفلسطينية، مُشيرًا إلى الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني والجاليات العربية والإسلامية والمناصرين للحقّ الفلسطيني شاركوا بمسيرات ضخمة.
وأوضح أنّ هذه الذكرى تمرُّ هذا العام بالتزامن مع اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، حيث أراد الاحتلال من خلال هذه العملية قتل الحقيقة وكتم الأفواه ومنع نقل الرواية الفلسطينية الصحيحة.
وبحسب قوله، فإنّ المسيرات والفعاليات الضخمة ستستمر على مدار الأيام القليلة القادمة، تأكيدًا على حقّ الشعب الفلسطيني بأرضه ومقدساته، والعودة للأراضي المحتلة، لافتًا إلى المشاركة الواسعة من كل التشكيلات النقابية ومؤسسات المجتمع المدني في أوروبا.
وأشار إلى أنّ الأعلام الفلسطينية تُرفع في الدول الأوروبية هذه الأيام في أكثر من أيّ وقت مضى، ما يدل على زيادة الوعي لدى الشعوب الأوروبية بالقضية الفلسطينية وحقّ عودة اللاجئين.
وختم حديثه "أين هذه الدول الأوروبية التي تتشدّق بحقوق الإنسان والديمقراطية؟، لكنها تغضُّ الطرف عن القضية الفلسطينية وحقّ عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شُرّدوا منها قبل 74 عامًا".